{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ} وهم الذين دخلوا الإسلام بعدهم من الأجيال السابقة ،وقد تحدثت بعض الروايات أنهم الفرس ،في ما رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة قال: كنا جلوساً عند النبي ( صلى الله عليه وسلّم ) حين أنزلت عليه سورة الجمعة فتلاها ،فلما بلغ{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ} قال له رجل: يا رسول الله من هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا ؟فوضع يده على رأس سلمان الفارسي وقال:والذي نفسي بيده ،لو كان الإيمان بالثريا لناله رجالٌ من هؤلاء[ 1] .ولكن الظاهرعلى تقدير صحة الروايةأن المراد بيان النموذج من الأمم الأخرى أو الأجيال الأخرى ،لأن الآية تتحدث عن امتداد الرسالة في المستقبل الذي يحتضن الناس الآخرين من بعدهم .ويؤكده ما روي عن سهل بن سعد الساعدي ،قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ): إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجالٍ رجالاً من أصحابي ونساءً يدخلون الجنة بغير حساب ،ثم قرأ:{وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ}[ 2] .
{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} القادر على فرض إرادته من موقع العزة ،الخبير بمواقعها من موقع الحكمة ،