{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} فهذه هي الحقيقة التوحيدية التي لا بد أن تلتزموها في خط التصور العقيدي ،وفي حركة الطاعة العملية ،لتكون الطاعة لله في الخط المباشر لمعنى التوحيد ،وتكون الطاعة للرسول من خلال صفته الرسالية المتصلة بالله تأكيداً لذلك .{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} ليتوجهوا إليه في كل المواقع القلقة التي تثير القلق في نفوسهم عندما يواجهون المجهول فيما حولهم ،مما يخافون من تهاويله التي لا يستطيعون الوصول إلى طبيعتها ،أو يتطلعون إلى المستقبل الذي لا يعرفون ماذا يحمل لهم من متاعب ومشاكل ،لأنهم لا يعرفون أعماق الغيب ،بعد أن قاموا بكل الشروط الموضوعة في تصرفهم ،في ما يتعلق بتهيئة الأسباب الطبيعية للوصول إلى النتائج .وهنا يأتي التوكل على الله ،بتسليم الأمر إليه من خلال الثقة بقدرته على كل مواقع الخوف ،واطلاعه على مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا هو ،ليشعر الإنسان بالثقة والاطمئنان إلى كل المناطق الخفية في حياته ،الغارقة في عالم الغيب الخاضع لله .