{فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا} لأن طبيعة المعطيات التي بين أيديكم من البينات الواضحة ،تفرض عليكم هذا الإيمان ،وتؤكد لكم طبيعة هذا الإشراق الداخلي للحقيقة الإيمانية في العقيدة والشريعة ومنهج الحياة ،في هذا القرآن الذي أنزلناه ليكون النور الروحي الذي يشرق في عقولكم ،ويمتد في قلوبكم ،ويتحرك في وجدانكم الشعوري ،فإنكم إذا تأملتموه وتدبرتم آياته ،ووعيتم مفاهيمه ،عرفتم أنه كلام الله الذي{لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ} [ فصلت:42] .ولكن مشكلتكم أنكم تغلقون على أنفسكم نوافذ المعرفة الحقة ،بالابتعاد عن الانفتاح على الحقيقة من موقع التأمل ،ولن تنفعكم كل هذه الاستعراضات الاستكبارية وكل التبريرات الاعتذارية ،لأن الله مطلع على ذلك كله ،{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} بكل ما توحي به الخبرة من معنى المسؤولية في الجزاء على كل الأعمال الشريرة في تاريخكم العملي .