{أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} في الميزان ،بحيث يتساوى مصير الذين اتقوا ربهم وأسلموا أمرهم إليه ،وجعلوا الحياة ساحة الطاعة لله في جميع جوانبها ومجالاتها العملية ،ومصير الذين ابتعدوا عن التقوى وتمرّدوا على الله ،وجعلوا من الحياة ساحة الجريمة الفكرية والعملية ،فأساءوا إلى مقام ربهم ،وظلموا عباده في أقوالهم وأفعالهم ،إن ذلك مرفوضٌ عند الله الذي يحكم بين عباده بالعدل ،فيجزي المحسن بإحسانه ،والمسيء بإساءته .
وهذا خطٌّ مستقيمٌ لا بد من أن يأخذ به العاملون في خط الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله ،بحيث يواجهون الموقف من الناس الذين يحيطون بهم ،على أساس الإخلاص لمنطق الدعوة في القيمة الاجتماعية ،فيقفون من المسلمين الذين يلتزمون الخط الإسلامي موقف الإِعزاز والتكريم والدفاع عنهم في ساحات الصراع التي يخوضونها ضد الكفر والباطل ،ولا يفعلون كما يفعل البعض ممن يسيرون مع المستكبرين في مواقعهم الرسمية ،ليرفضوا الملتزمين بالخط الإسلامي إرضاءً للواقع العام الذي يرمي المؤمنين بالاتهامات اللامسؤولة كالتعصب والتطرف وما إلى ذلك من الكلمات التي استحدثها الاستكبار والكفر ،للنيل من هؤلاء السائرين على خط الله ،فإن ذلك يوجب اهتزاز قواعد الإسلام ،وتوجيه المجتمع إلى التحوّل نحو المجرمين في ما هي القيمة الاجتماعية والسياسيّة ،ليكون فريق الباطل هو صاحب القيمة لدى المواقع الرسمية الإسلامية دون فريق الحق ،باعتبار الواقع الاستكباري الذي يبحثون عن كسب رضاه .