وهذه إطلالةٌ على مصير المكذبين للنبيّ ،وتسجيلٌ للحجة القاطعة عليهم في مواقفهم السلبية من الدعوة ،والتي لا ترتكز على أساس من العلم والواقع ،ما يجعل لله الحجة عليهم عندما يواجهون العذاب في الآخرة ،بينما يبرز المتقون بالحجة التي تدعم موقفهم وتجعلهم موضع رحمة الله في الآخرة .
{إِنَّ لِّلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} لأنهم عرفوا مقام ربهم ،وفكروا بمنطق عقولهم لا بمنطق غرائزهم ،والتزموا بالحق الثابت لديهم من ربهم ونهوا النفس عن الهوى ،مما كان يريد الشيطان أن يضلّهم من خلال الأجواء العاطفية المحيطة بهم من أهلهم وقومهم ،فرفضوا ذلك كله واقتربوا من الله ،وفضّلوا رضاه على رضى الأقربين .