{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} من دون قاعدةٍ في منطق الحق الذي لا بد من أن يكون هو الأساس في الحكم ،فإذا كانت المسألة في التقييم هي التمايز الذي يظهر بين الناس ،فكيف يمكن أن نساوي بين الإنسان المؤمن الذي أسلم كل حياته لله في كل أقواله وأفعاله وعلاقاته وخططه ،وجعل حياته كلها في خدمة الله الذي خلقه وخلق الناس كلهم في قدرته وحكمته ،وأنعم عليه وعليهم بتدبيره في ما مهّد لهم من وسائل العيش وفي ما أنعم عليهم من نعمه التي لا تحصى ،وبين الإنسان الكافر الذي أجرم في حق نفسه ،وفي حق ربّه ،وفي تصرّفاته مع الناس من حوله ..فإذا لم يكونا متساويين في الصفات التي تميز الناس عن بعضهم البعض ،فكيف نجعلهما متساويين في الحكم وفي المصير ؟!