رفض تبادل التسويات
وهذا حديثٌ قرآنيٌّ عن بعض الأساليب التي كان يتّبعها المشركون مع النبي( ص ) في ما كانوا يثيرونه معه من التسويات التي قد تؤدي إلى التنازل عن بعض مواقف الرسالة الفكرية والعملية لمصلحة بعض مواقفهم الوثنية على أن يقدّموا له بعض التنازلات ،ليحصلوا من خلال ذلك على اعتراف ضمنيٍّ أو صريح بالخط الذي يتحركون عليه ،ليهزموا مصداقيته من خلال ذلك ،كما روي في السيرة عن طروحاتهم التي كانت تطلب منه أن يعبد آلهتهم سنة ،ليعبدوا الله معه سنة .
{فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} الذين كذّبوا رسالتك ،وحاربوك في دعوتك وفي اتباعك في ما يعرضونه عليك من سبيلٍ للتوافق ،لأنهم لن يطرحوا عليك خيراً ،فإنَّ طبيعة تكذيبهم تقتضي أن يكون في طرحهم الكيد للإسلام وللمسلمين .