{تُدْهِنُ}: تَلين .
{وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} فتلين لهم في موقفك لتتنازل عن بعض ما تدعو إليه ،مداهنةً ومجاملةً ،على حساب الدعوة ،فيلينون لك ،في إيقاف ضغوطهم عليك وفي التزامهم ظاهرياً ببعض ما أنت عليه ،حتى تظهر أمام الناس في موقف الرسول الذي لا يخلص لرسالته ،ولا يثبت في موقفه ،ولا يستقيم في طريقه ،بل يعمل على أن يخضع للضغوط ،ويلعب على المواقف ،ويجامل الآخرين على حساب الله ،وحتى يحصلوا على اعتراف بهم في بعض القضايا ،ولا سيَّما في مسألة التوحيد ،ما يدفع المؤمنين إلى الشك والاهتزاز في موقفهم مع الرسالة والرسول ،من دون أن يخسر المشركون شيئاً ،لأنهم لا يملكون قاعدةً فكريةً توحي بالاحترام ،بل كانوا يتحركون من موقع المصالح الذاتية في كل خطواتهم في مجال العبادة والعلاقات .
وفي ضوء ذلك ،فإن المسألة تمثّل جانباً كبيراً من الخطورة ،وتدفع إلى الكثير من المشاكل الصعبة التي تنعكس على حركة الرسالة ،ما يفرض على الرسول وعلى الدعاة من بعده الحذر كل الحذر من كل العروض التي يطرحها الكافرون والمشركون عليهم ،في ما قد يوحي بالمهادنة والتسويات والمرونة العملية ،حتى لا يقعوا في المهالك التي أعدوها لهم ،على صعيد الرسالة ،وعلى مستوى الواقع .