المفردات:
ودّوا لو تدهن: تمنوا لو تلين لهم بعض الشيء ،وتصانعهم في الدين .قال الليث: الإدهان: اللين والمصانعة والمقاربة .
8- ودّوا لو تدهن فيدهنون .
طلب كفار مكة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم وقتا ما ،فإن كان في إلهه خير أصابوا منه ،وإن كان في آلهتهم خير أصاب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وتمنّوا أن يلين معهم ،وأن يتقرب من آلهتهم ،وأن يصل معهم إلى منتصف الطريق ،فلا يهاجم آلهتهم ،وأن يتقرب إليها أي تقرّب ،وأن يفعلوا مثل ذلك مع إلهه ،لكن الله تعالى نهاه عن ذلك ،وبين أن الحق والباطل لا يلتقيان .
قال الحسن:
ودّوا لو تدهن فيدهنون .
أي: لو تصانعهم في دينك ،فيصانعون في دينهم .
وقال ابن السائب: لو تلين فيلينون لك .
وقال ابن جرير الطبري:
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: ودّ هؤلاء المشركون يا محمد لو تلين لهم في دينك ،بإجابتك إيّاهم إلى الركون إلى آلهتهم ،فيلينون لك في عبادتك إلهك .
كما قال جل ثناؤه: ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا .( الإسراء: 74 ) .
قال: وإنما هو مأخوذ من الدهن ،شبه التليين في القول بتليين الدّهن .
واختلفوا فيمن نزلت فيه هذه الآيات على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه الوليد بن المغيرة .
الثاني: الأخنس بن شريق .
الثالث: الأسود بن عبد يغوث .