{تِلْقَآءَ}: التلقاء: جهة اللقاء وهي جهة المقابلة ،ولذلك كان ظرفاً من ظروف المكان ،تقول: هو تلقاؤك نحو هو حذاؤك .
{أَبْصَارُهُمْ}: جمع بصر ،وهو الحاسّة التي يدرك بها المبصر ،وقد يستعمل بمعنى المصدر ،ويقال: له بصر بالأشياء أي علم بها ،وهو بصير بالأمور أي عالم .
وربما كان هذا القول أقرب إلى سياق الآية ،لا سيّما بلحاظ الآية الثانية{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ النَّارِ} فشاهدوهم واطّلعوا على هول العذاب الذي يلاقونه ،فشعروا بالخوف والرعب فدفعهم ذلك إلى الابتهال والدعاء إلى الله{قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّلِمِينَ} الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والتمرد والعصيان ...يلاحظ أنّ مثل هذا الدعاء ،قد يصدر من أهل المنزلة والكرامة في الدنيا ،حيث يعبّرون عن عظمة الله وخشيتهم منه بذلك ..أما في يوم القيامة ،فلا نجد ما يوحي بذلك ،لأن مجال الأعمال التي يخاف الإنسان من مسؤوليتها السلبيةحتى بطريق الافتراضقد انتهى بالنسبة إليهم ،فعرفوا أنهم مصدر كرامة الله ؛بينما يعتبر ذلك أمراً طبيعياً بالنسبة إلى الذين استوت حسناتهم وسيّئاتهم ،الذين لا يزالون في خوفٍ من مصيرهم ...ولذلك فهم يعملون على إظهار إخلاصهم لله ،بإخلاصهم لعباده المؤمنين من أهل الجنة ،بالقاء التحية عليهم ؛كما يعملون على إبراز خضوعهم له وخوفهم منه والإنكار على أهل النار في حوارٍ مختصرٍ معهم ...مما يؤكد موقفهم القلق الذي يحاول البحث عن أساسٍ للثقة والاطمئنان في أكثر من اتجاه ...إن ذلك كله يقرِّب الوجه الأول في شخصية أصحاب الأعراف ،وتفسير الفقرة المتقدمة في الآية السابقة ...
حاول البحث عن أساسٍ للثقة والاطمئنان في أكثر من اتجاه ...إن ذلك كله يقرِّب الوجه الأول في شخصية أصحاب الأعراف ،وتفسير الفقرة المتقدمة في الآية السابقة ...