{وَنَادَى}: النداء امتداد الصوت ورفعه ،ونادى نظير دعا ،إلاَّ أن الدعاء قد يكون بعلامة من غير صوت ولا كلام ولكن بإشارةٍ تنبىء عن معنى يقال ،ولا يكون النداء إلا برفع الصوت .
{وَنَادَى أَصْحَابُ الأعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} في ما كانوا يكفرون بالله وكانوا بآياته يجحدون ؛{قَالُواْ مَآ أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ} الذي جمعتموه من مالٍ وجاهٍ{وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} على أساس المال الذي تملكونه ،أو الجاه الذي تتقلبون فيه ،في ما يدفعكم إليه الاستكبار من إنكار الحق وظلم أهله ،والتطلع إليهم من موقع العلوّ والرفعة ،كما لو كانوا كمِّياتٍ مهملةً لا توحي بشيء من الاحترام والاهتمام ،لأن مقياس المستكبرين في تقييمهم للأفكار وللأشخاص ،هو القيم المادية التي تحكم الساحة ،من مالٍ وجاهٍ وامتيازات ،ولكنّ ذلك هو شأن الدنيا من خلال ما تتحرّك به المادّيات في التأثير على حركة الإنسان والحياة ...أمّا شأن الآخرة ،فله مجال آخر ،في ما قدّمه الناس من أعمالٍ صالحة ،وما عاشوه من إيمانٍ وتقوى وصلاح ،ولذلك فإنّ كلّ ما يتركه الإنسان من مالٍ وجاه خلفه في الدنيا ،لا يعني شيئاً في عملية التقييم لدى الله ،ولا يغني عنهم شيئاً في ما يستحقونه من عذاب وعقاب ،