قوله تعالى:{قَالُواْ مَآ أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} .
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة: أن أصحاب الأعراف قالوا لرجال من أهل النار: يعرفونهم بسيماهم لم ينفعكم ما كنتم تجمعونه في الدنيا من المال ،ولا كثرة جماعتكم وأنصاركم ،ولا استكباركم في الدنيا .
وبين في مواضع أخر وجه ذلك: وهو أن الإنسان يوم القيامة ،يحشر فرداً ،لا مال معه ،ولا ناصر ،ولا خادم ،ولا خول .وأن استكباره في الدنيا يجزىء به عذاب الهون في الآخرة ،كقوله .{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} [ الأنعام: 94] ،وقوله:{وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً} [ مريم: 80] ،وقوله:{وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} ،وقوله:{فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الْحَقِّ} [ الأحقاف: 20] الآية .