قوله تعالى: ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: ( أصحاب الأعراف ) رجال كانت لهم ذنوب عظام وكان حسم أمرهم لله ،يقومون على الأعراف ،فإذا نظروا إلى أهل الجنة طمعوا أن يدخلوها ،وإذا نظروا إلى أهل النار تعوذوا بالله منها ،فأدخلوا الجنة .فذلك قوله تعالى ( أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ) يعني أصحاب الأعراف ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) .
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن أصحاب الأعراف قالوا لرجال من أهل النار: يعرفونهم بسيماهم لم ينفعكم ما كنتم تجمعونه في الدنيا من المال ،ولا كثرة جماعتكم و أنصاركم ،ولا استكباركم في الدنيا .
وبين في مواضع أخر وجه ذلك: وهو أن الإنسان يوم القيامة ،يحشر فردا ،لا مال معه ،ولا ناصر ،ولا خادم ،ولا خول .وأن استكباره في الدنيا يجزي به عذاب الهون في الآخرة ،كقوله ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم ) .