قوله تعالى:{و نادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون 48 أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} .
أي نادى أصحاب الأعراف رجالا من أهل الأرض ،من رؤساء الكفر كأبي جهل والوليد بن المغيرة وأبي خلف وغيرهم من قادة الكافرين في الدنيا ؛إذ رآهم أصحاب الأعراف فيما بين أهل النار ،وهم يعرفونه بعلامتهم الدالة على ظلمهم وخسرانهم ،وأنهم حصب جهنم وذلك مما يعلو وجوههم من العبوس والسواد{ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون} ذلك استفهام توبيخ وتعنيف .وقيل: ما نافية .أي ما كفاكم ولا نفعكم جمعكم وهم أباعكم وأشياعكم .أو جمعكم من المال واستكباركم عن قبول الحق وعن التصديق بدعوة الله .ذلك كله لم ينفعكم ولم يجد لكم شيئا ،الآن فقد خسرتم آخرتكم هذه وضعتموها بعوض بخس وهي الدنيا الفانية .