ثم يأخذ أصحاب الأعراف في تبكيت أهل النار من جهةِ ما كانوا يجمعون من جموعٍ ليصدُّوا عن سبيل الله ،وما كانوا يُبدون من استكبارٍ عن تقبُّل دعوة الحق .ولا ينسون توبيخهم من جهة موقفهم من المستضعَفِين من المؤمنين في الدنيا مثل بلالٍ وصُهيب وآلِ ياسر وغيرهم ،حيث كانوا يستهزئون بهم ويُقسمون الأيمان المغلّظة على أنهم لا يمكن أن يكونوا صالحين ،فقال تعالى:{ونادى أَصْحَابُ الأعراف} .
وهذا نداءٌ آخرُ من بعض أصحاب الأعراف لبعض المستكبِرين الّذين كانوا يعتزون في الدنيا بِغِناهم وقوتهم ،ويحتقرون ضعفاءَ المؤمنين لفقرِهم وضعف عصبيتهم .لقد كانوا يزعمون أن من أغناه الله وجعلَه قويّاً في الدنيا فهو الذي يكون له نعيمُ الآخرة .فيقولون لهم الآن: ما أفادَكُم جمعُكم الكثيرُ العدد ،ولا استكبارُكم على أهل الحق بسبب عصبيتّكم وغناكم !!ها أنتم أذِلاّءُ ترون حالهم وحالكم .