{كَلاَّ} فليس لهم ذلك كله ،وعليهم أن يفكروا كيف بدأ خلقهم ،وممّ خلقوا ،ليعرفوا سرّ عظمة الله في ذلك ،من خلال عظمة الخلق الذي تحوّلت فيه النطفة الحقيرة المهينة إلى إنسانٍ سويّ .
{إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ} وقد تكون الإشارة القرآنية مسوقةً للتعبير عن حقارة الماء المهين الذي كان البذرة الأولى لبداية النموّ في وجودهم ،ما يجعل تفكيرهم الماديّ الذي يقيسون به الأشياء مشدوداً إلى تحطيم حالة الكبرياء التي يعيشونها ضد الرسالة والرسول ،ليفكروا بالمسألة من موقعٍ متوازنٍ يضع الأمور في نصابها الصحيح ،فيفكر بالرفعة من قاعدة المعاني الروحية التي تشد الإنسان إلى السموّ ،لا من قاعدة الأمور المادية التي تشد الإنسان إلى الأسفل .