واستجاب الله لنوح دُعاءه ،فزادهم هلاكاً بالطوفان الذي أغرقهم ولم يظلمهم ،لأنهم استحقّوا ذلك بالخطايا التي ارتكبوها .
{مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ} أي أنهم أُغرقوا من خلال إصرارهم على الامتداد في طريق الخطيئة التي تحولت إلى طوفان أحاط بهم من جميع جوانبهم ،فهلكوا ووقفوا بين يدي الله للحساب ليواجهوا كل تاريخهم الكافر المتمرد على الله .
{فَأُدْخِلُواْ نَاراً} أعدّها الله للكافرين المعاندين ،{فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً} يخلّصونهم من عذاب الله ،في ذلك اليوم الذي{لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} [ الانفطار:19] .وقد ذُكِرَت هذه الجملة عن طريق الاعتراض ،في داخل تقرير نوح الذي لم يُستكمل بعد ،لمناسبتها للدعاء السابق عليها بالهلاك والدمار لهؤلاء القوم ،ثم تابعت السورة حكاية التقرير الرسالي الذي رفعه نوح إلى ربّه .