{إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً} بما يملكونه من وسائل الضغط من خلال امتيازاتهم القائمة على الكثرة العددية ،والقوّة المالية ،ما يجعل الناس مشدودين إليهم من موقع الحاجة والخوف ،فيخضعون لهم في انتماءاتهم لأنهم هم الذين يتولّون مهمَّة تنشئة أولادهم على الكفر والفجور ،ويمنعون غيرهم من العمل على إرشادهم إلى الطريق المستقيم .وقيل: إن الرجل من قوم نوح كان ينطلق بابنه إليه ،ويقول له: احذر هذامشيراً إلى نوحفإنه كذّاب ،وإنَّ أبي أوصاني بمثل هذه الوصية ،فيموت الكبير وينشأ على ذلك الصغير .
ويختم نوح تقريره بالابتهال إلى الله والانقطاع إليه في طلب المغفرة منه لنفسه في ما يمكن أن يكون قد قصّر فيه من تبليغ الرسالة ،ولوالديه وللمؤمنين معه ،في ما توحي به كلمة المغفرة من الرضى والرحمة واللطف الإلهي الكبير .