{ إنك إن تذرهم يضلوا عبادك} عن طريق الحق{ ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا{ قال أبو السعود أي إلا من سيفجر ويكفر فوصفهم بما يصيرون إليه وكأنه اعتذار مما عسى يرد عليه من أن الدعاء بالاستئصال مع احتمال أن يكون من أخلافهم من يؤمن ،منكر ،وإنما قاله لاستحكام علمه بما يكون منهم ومن أعقابهم بعد ما جربهم واستقرأ أحوالهم قريبا من ألف سنة ..
وقال بعضهم:مل نوح عليه السلام من دعوة قومه وضجر ،واستولى عليه الغضب ،ودعا ربه لتدمير قومه وقهرهم ،وحكم بظاهر الحال أن المحجوب الذي غلب عليه الكفر لا يلد إلا مثله فإن النطفة التي تنشأ من النفس الخبيثة المحجوبة وتتربى بهيآتها المظلمة لا تقبل إلا نفسا مثلها كالبذر الذي لا ينبت إلا من صنفه وسنخه انتهى .