{فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِي إِلاَّ فِرَاراً} من الحقيقة الدامغة التي تفرض نفسها عليهم ،وتنفذ إلى عقولهم ،وتنساب في مشاعرهم ،وتطبق على وجودهم ،فيفرون منها كما لو كان هناك خطرٌ كبيرٌ يتهدّدهم ليخرجهم من واقعهم الذي اعتادوا عليه ،ويُربك عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها من أجدادهم ،ولذلك فإن الرسول الماثل أمامهم يمثل الرمز لهذا الخطر ،فيفرون منه وهو الضعيف بينهم في نظرهم ،كما لو كان يريد الإطباق عليهم لافتراسهم .