{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً} لأنه ليس من المعقول أن يكذبوا عليه وقد دلّهم على مواقع المعرفة في داخل وجودهم ،وفي كل المظاهر الكونية المحيطة بهم والموجودة فوقهم ،لأن مقتضى ذلك أن يحبّوه ويخافوه ويعرفوه بما له من العظمة والكبرياء والجبروت ،فيمنعهم ذلك من الافتراء عليه بغير علم ،وعن نسبة الشريك إليه من دون أساس .ولكن الظاهر أن الواقع هو غير ذلك ،فنحن نجد الجن كما هم الإنس ،يكذبون على الله اتِّباعاً للمترفين منهم وللمستكبرين في ساحتهم ،غفلةً عن الحق وعن النتائج المترتبة عليه .