{وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} قيل: الرجز العذاب ،والمراد بهجره هجر سببه ،وهو الإثم والمعصية ،وقيل: الرجز اسم لكل قبيح مستقذر من الأفعال والأخلاق ،وقيل: الرجز: هو الصنم ،فيكون كنايةً عن الشرك .
وفي جميع المعاني ،تتضمن الفقرة توجيه النبي إلى هجران الأمور التي تتنافى مع المضمون الحيّ لرسالته ،لأن التلوّث بالخبث الروحي أو الفكري أو العملي ،يعني الانفصال عن خط الرسالة ،والاستسلام للوضع المنحرف الذي يحوّله إلى إنسانٍ منحرفٍ خبيث ،لا يستطيع أن ينطلق بخفّة الروح ،وطهارة الضمير ،وسلامة الخط ،واتّزان الحركة في خطواته ،ممّا يبتعد به عن الوصول إلى النتائج الكبيرة التي يتحرك في اتجاهها في الدعوة ...وقد نستوحي من كلمة الهجر للرجز بجميع معانيه ،أن الدعوة لا بد من أن تتحرك في خطين: خطٍّ إيجابيٍّ يلتزم الأخذ بكل طاهرٍ وحسنٍ ،وخطٍّ سلبيٍّ يلتزم الإِعراض عن كل رجس وقبيح ،انطلاقاً ممّا يمثّله السير على خط الإسلام ،والابتعاد عن خط الجاهلية .