{وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} فسوف تلاقي الكثير من تكذيب المكذبين وتعنّت الكافرين ،واستكبار المستكبرين ،وسخرية الساخرين ،واضطهاد الظالمين ،وسوف تواجه الضغوط العنيفة التي يضغطها كل هؤلاء في وجهك ،كما تلتقي بالحواجز التي ينصبها المضللون في طريقك ،فلا بدّ لك أن تصبر لحساب ربك ،لا لحساب ذاتك ،لأنك لا تعمل لذاتك ولا تواجه الاضطهاد من خلالها ،بل تعمل لله في الدعوة إلى دينه والجهاد في سبيله ،وفي هذه الحالة فإنهم لا يكذّبونك ،ولكنهم يكذّبون الله ،ولا يسخرون منك بل يسخرون من وحي الله ،لذا لا تضعف أمام نوازع الضعف التي يثيرونها في داخل ذاتك ،بل حاول أن تضغط على أعصابك ،وأن تثبّت مشاعرك ،فتتحمل الحرمان والتشريد والألم القاسي والتهديد بالقتل ونحوه في عمق المضمون الروحي للصبر ،طلباً لمرضاة الله ،وذلك هو سرّ القوة التي يمنحها الله من خلال الصبر لرسله وللدعاة إلى دينه .