وقوله:( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) يقول تعالى ذكره:ولربك فاصبر على ما لقيت فيه من المكروه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة من أهل التأويل على اختلاف فيه بين أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) قال:على ما أوتيت.
حدثني يونس، قال:أخبرنا ابن وهب، قال:قال ابن زيد، في قوله:( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) قال:حمل أمرًا عظيما محاربة العرب، ثم العجم من بعد العرب في الله.
وقال آخرون:بل معنى ذلك:ولربك فاصبر على عطيتك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب، قال:ثنا وكيع، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم ( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) قال:اصبر على عطيتك.
حدثنا ابن حميد، قال:ثنا مهران، عن سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال:اصبر على عطيتك لله.
حدثنا ابن بشار، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله:( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) قال:عطيتك اصبر عليها.
يعني جل ثناؤه بقوله:( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ ) فذلك يومئذ يوم شديد.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب، قال:ثنا ابن فضيل وأسباط، عن مطرِّف، عن عطية العوفيِّ، عن ابن عباس، في قوله:( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كَيْفَ أنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ القَرْنَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَسْتَمعُ مَتَى يُؤْمَرُ يَنْفُخُ فِيهِ"، فقال أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم:كيف نقول؟ فقال:تقولون:حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، عَلى اللهِ تَوَكَّلْنا ".