المؤمن عينه دائماً على المستقبل
{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ} وهناك قراءةٌ معروفةٌ بالتاء ،أي: ولا تحسبن يا محمد أن الذين كفروا سبقوا ،أي لا تخف من قوتهم وتقدمهم في بعض المراحل أو المعارك .{إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ} الله فسيدركهم أينما ذهبوا ،لأنه على كل شيء قدير .ولهذا فإن على المؤمنين مواصلة مسيرتهم على أساس النفس الطويل الذي لا يربط النتائج الحاسمة بالمرحلة ،بل يعمل على التطلع إلى النتائج في حسابات الأهداف البعيدة .وسيجدون من خلال هذه النظرة ،أن الظروف التي توحي بالضعف والهزيمة الآن ،قد لا تكون كذلك في مستقبل المعركة فقد يحمل المستقبل بعض الفرص التي تفتح باب النصر على مصراعيه{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ} [ الروم:45] .