{كَلاَّ} فلم يفكر الإنسان تفكيراً دقيقاً في هذا الموضوع ،ولو فكر به لرأى أن الاحتمالوحدهيكفي لإثارة الاهتمام به ،لأنه يتصل بمسألة المصير في مواجهة الموقفغداًبين يدي الله ،ما قد يؤدي إلى الخسارة الخالدة ،لو كان حقاً .
وهكذا امتد هذا الإنسان في غفلته ،و{لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ} الله به من مسؤوليات وما فرضه عليه من شكر النعمة ،فعاش الحياة غافلاً عن ربه ،مستغرقاً في دنياه ،مقصراً في واجباته ،مهملاً لدوره الذي أعده الله له في خلافته عنه .
وإذا كان هذا الإنسان لا يعي مسألة الوجود في بدايته وفي تقديره ،وفي موته ونشوره ،لأنه لا يستغرق عادةً في طبيعة كيانه ،باعتبار أنه ليس منفصلاً عنه ،ما يجعل التركيز فيه يستدعي المزيد من الإعداد والتفكير للوصول إلى ذلك ،ولكن هناك مسألة تتكرر في حياته اليومية ،في ما يتناوله من طعامه الذي قد يثير لديه الكثير من التفكير حوله ،وربما يصنعه بيده في زراعته له .