{فَالْيَوْمَ} يوم القيامة الذي يقف فيه كل إنسانٍ في موقعه الطبيعي ،في ما يستحقه من ثوابٍ وعقاب ،وهو يوم العدل الذي يأخذ فيه المظلوم حقه من ظالمه ،{الَّذِينَ آمَنُواْ} وهم منفتحون على الله متقلبون في نعيمه ،سعيدون برحمته ورضاه ،شاربون للرحيق المختوم بالمسك الممتزج بالتسنيم{مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ} لأنهم استغرقوا في العاجلة وتركوا الآجلة ،فها هم محجوبون عن ربهم ،محترقون بنار الجحيم ،خاضعون لكل أساليب الإهانة والتأنيب ،فأيّة سخريةٍ أكثر لذعاً من هذه السخرية التي قد لا يحتاج الناس إلى إثارتها لتثير الضحك ،ولكن الواقع يشير إلى نفسه في عملية ضحكٍ على المصير .