فذكّر إنما أنت مُذَكر
{فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ} فتلك هي مهمتك ،أن تطرح الكلمة التي تهز سمع الناس ،لتنفذ إلى عقولهم ،ولتفتح في داخلها نافذةً للتفكير في حساب كل تلك الاحتمالات ،ليعيشوا قلق المعرفة في مسؤولية المصير ،وأن تحرّك الأسلوب الذي يتفاعل مع فطرتهم ومشاعرهم وتطلعاتهم ،ليثير اهتماماتهم حول الفكرة التي تقدمها ،والخطر الذي يتهددهم ،في الأجواء التي يحبونها ويرغبونها ويقبلون على الاندماج فيها ،فذلك هو السبيل الأمثل لإخراجهم من الغفلة ،وإدخالهم في أجواء التذكر الذي يتذكر الإنسان ،من خلاله ،مسؤولية وجوده في علاقته بالله ،وفي حركة واجباته العملية تجاهه ،وفي النتائج الأخيرة التي يكسبها في نهاية المطاف ،عندما يقف غداً ،بين يدي الله للحساب .