{فَسِيحُواْ}: السيح: السير على مهل .
{مُعْجِزِي اللَّهِ}: جعل الله عاجزاً غير قادر .
{مُخْزِي}: خزي الرجل ،لحقه انكسار إما من نفسه وإما من غيره .وهنا الخزي من الله .
{فَسِيحُواْ فِي الأرضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} وكلمة السياحة تمثل حرّية التحرك في الانطلاق بعيداً عن مواقع الخطر بالسفر إلى بلادٍ لا سلطة للإسلام فيها ،أو البقاء في أماكنهم ليتدبروا أمرهم في ما يقررونه من قرارٍ ،أو يتخذونه من موقف{وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} فإن الله لا يعجزه أحدٌ في ملكه ،فلا تفكروا بأن الفرار من مواقع الخطر ،يمكن أن يحقق لكم الأمن من عذاب الله ويبعدكم عن ساحة قدرته ،فإن الله قادرٌ على أن يسلّط عباده المؤمنين عليكم في الدنيا ،وأن يذيقكم عذاب الخزي في الآخرة إذا أصريتم على الشرك{وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} في الدنيا والآخرة .
وقد اختلفت كلمات المفسرين في هذه الأربعة أشهر من أين تبدأ ،هل هي من يوم الحج الأكبر أو هي من يوم العشرين من ذي العقدة ،أو من أول شوّال ،لأن الآيات نزلت فيها ؟والأقرب إلى جوّ الآية ،هو القول الأوّل ،لأن يوم الحج الأكبر هو يوم الإبلاغ والإيذان ،فكان من الأنسب أن تبدأ المهلة منه لتتناسب مع التوسعة وإتمام الحجة ،ومن المعروف أن يوم النحر هو يوم الحج الأكبر ،ما يجعل بدايتها من العاشر من ذي الحجة ونهايتها في العاشر من ربيع الثاني ،والله العالم .