{يَلْمِزُكَ}: لمزه: عابه .
{يَسْخَطُونَ}: يغضبون غضباً شديداً .
ذم المنافقين على أسلوب توزيعه للصدقات
وهذا نموذج آخر من نماذجهم ،وهو الذي يعتبر المنفعة الماليّة أساساً للرضا والسخط والمدح والذّم ،فليست القيمة عنده ،هي طبيعة الموقع الروحي والفكري والعملي للشخص أو للجهة ،بل القيمة كل القيمة هي للمال ،من خلال ما يعطيه الآخرون له ،أو ما يمنعونه عنه .وهذا هو ما عاشه بعض هؤلاء مع النبي( ص ) .
منهم من يلمزك بالصدقات
{وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ} أي يعيبك ،فيتخذ لنفسه المبرّر في ذمّ النبي والتهجم عليه{فِي الصَّدَقَاتِ} التي يوزعها على من حوله من الفقراء والمساكين ،أو من الذين تفرض المصلحة الإسلامية إعطاءهم ،{فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ} وكالوا المدح للمعطي ،بعيداً عن استحقاقه الذاتي للمدح وعدم استحقاقه له ،{وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} وينسبون للمانع كل صفات الذمّ القبيحة التي لا يستحقها ،ولكن المشكلة كل المشكلة ،هي أنهم لم يحصلوا منه على شيء ،فكأن ذلك مبرّر لكل السخط والغضب في موقفهم من هذا الإنسان .