{حَسْبُنَا اللَّهُ}: أي كافينا الله .
القناعة من الإيمان
{وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} من مال يستحقونه من خلال موازين العطاء لدى الإسلام ،وقنعوا به ،وعرفوا أنه يمثل العدل كله في طريقة التوزيع ،{وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ} في ما نأمل من زيادةٍ في العطاء ،وسعةٍ في الرزق ،لأن الله لا يمنع أحداً من فضله في ما يفيضه على عباده من نعمه ،وفي ما يأمر رسوله أن يعطي للمحتاجين من كرمه ونيله ،فهو منتهى رغبة الراغبين الذين إذا تطلعت رغباتهم إلى أي شيء من حولهم ،فإنها تتطلّع إلى الله ،في جوٍّ روحيّ خاشع تعبّر عنه هذه الكلمة الخاشعة{إِنَّآ إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} ولو أنهم قالوا ذلك لكان خيراً لهم في المدلول الإيماني للكلمة ،وفي الامتداد الروحي للشعور ،وفي القاعدة العقلية للفكرة ،ولانطلقوا في أجواء المجتمع الإسلامي ،من مواقع الثبات في العقيدة والشعور والعمل .