{فَلَمَّآ آتَاهُمْ مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ} لأن العهد لم يكن منطلقاً من حالة تقوى وموقف إيمان ،بل من حالةٍ استعراضيّةٍ تمنحهم فرصة الهروب من الموقف الصعب آنذاك من جهة ،وتهيىء لهم الظهور بمظهر التقوى والصلاح من جهة أخرى ،فإذا جاءت التجربة الحيّة التي تتحدى فيهم صدق الموقف ،سقطوا أمامها ،وامتنعوا عن الوفاء بما عاهدوا الله عليه ،وبخلوا بالمال الذي رزقهم الله إياه{وَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ} عن كل ما قالوه ،وعن كل ما التزموا به .