/م75
{ فلما آتاهم من فضله} ما طلبوا من سعة رزقه .
{ بخلوا به وتولوا} أي ما لبثوا أن بخلوا بما آتاهم عقب حصوله ، وأمسكوه فلم يتصدقوا بشيء منه ، وتولوا وانصرفوا عن الاستعانة به على الطاعة وإصلاح حالهم وحال أمتهم كما عاهدوا وأقسموا ، ولم يكن توليهم هذا أمرا عارضاً شغلهم عنه شاغل يزول بزواله ، بل تولوا{ وهم معرضون} بكل قواهم عن الصدقة والعمل الصالح ، فكان الإعراض صفة راسخة فيهم حاكمة عليهم ، بحيث إذا ذكروا بما يجب عليهم لا يذكرون ، وإذا دعوا إليه لا يستجيبون .