نقض العهد يعقبه نفاق في القلب
{فَأَعْقَبَهُمْ} ذلك{نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ} ممتداً في امتداد الحياة بهم{إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} يوم القيامة عندما يلاقون الله غداً ،فيكشف ما أضمروه من زيف ،وما عاشوه من نفاق ،مما قد خفي أمره على الناس في الدنيا ،{بِمَآ أَخْلَفُواْ اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ} لأن القضية لم تكن مجرّد حالةٍ طارئةٍ في فعل معيّن ،بل كانت منطلقةٍ من عُقدةٍ مرضيّةٍ كامنةٍ في النفس ،باعثة على إخلاف الوعد عن سابق قصد وتصوُّر وتصميم ،{وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ} باعتبار أن الكذب يمنحهم فرصة الهروب من المواقف الحاسمة التي تتحدى فيهم حركة الإيمان في حركة الإنسان في الواقع .وهكذا يهربون من موقعٍ إلى موقعٍ ،في عملية اختباء واختفاءٍ وتراجع عن الكلمات والعهود والمواقف ،في غفلةٍ عن انكشاف أمرهم عند الله .