/م75
المفردات:
فأعقبهم نفاقا: أي: جعل الله عاقبة بخلهم نفاقا ،أو أورثهم البخل نفاقا .
أخلفوا الله ما وعدوه: جعلوا وعدهم لله بالتصدق خلفهم والمراد: أنهم لم يوفوا بما وعدوا الله به من الصدق والصلاح .
التفسير:
77 –{فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه ....}
أي: صير الله عاقبة أمرهم نفاقا دائما في قلوبهم بمعنى: زادهم نفاقا ،وقيل: أعقبهم ذلك البخل نفاقا ،واستمر ذلك ثابتا متمكنا ملازما في قلوبهم إلى يوم الحساب في الآخرة .
وفي هذا دليل على أنهم ماتوا منافقين .
وهذا دليل آخر على أن المنزل فيه ليس ثعلبة أو حاطب البدريين .
ولو كان ثعلبة تاب وجاء بماله للنبي صلى الله عليه وسلم تائبا: لقبل النبي صلى الله عليه وسلم توبته ،وقبل منه المال .
فالقصة تحتاج إلى نظر ؛إذ كيف يرد النبي صلى الله عليه وسلم تائبا ،ثم كيف يرفض ذلك أبو بكر مع أنه حارب مانعي الزكاة وكيف يرفضه عمر ؟.
ولذلك ضعّف علماء الحديث ،قصة سبب نزول الآيات ،التي تفيد: أنها نزلت في ثعلبة ؛لأسباب تتعلق بسند الحديث ،وأسباب تتعلق بموضوع الحديث .
{بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون} .
أي: أن ملازمة النفاق لهم كان بسببين:
الأولى: إخلافهم العهد عاهدوا الله عليه من التصدق والصلاح .
الثاني: استمرارهم على الكذب في جميع أقوالهم .
وفي معنى هذه الآية ورد في الصحيحين: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف ،وإذا اؤتمن خان "120 .
وفي رواية:"وإذا عاهد غدر ،وإذا خاصم فجر ".