/م75
المفردات:
سرهم: أي: ما انطوت عليه قلوبهم من النفاق .
نجواهم: أي: ما تحدثوا به علنا فيما بينهم بعيدا عن المؤمنين .
التفسير:
78 –{ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب} .
والاستفهام في أول الآية للتوبيخ والتهديد والتقريع .
والمعنى: ألم يعلم هؤلاء المنافقون أن الله مطلع على ما يخفونه في صدورهم من النفاق ،وما يتناجون به أو يتحدثون به فيما بينهم من المطاعن في الدين ،وأن الله محيط علمه بكل ما يغيب عنهم وعن غيرهم ؛فلا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ،فهو عالم بالسر والنجوى ،وهو سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ،ويعلم ما ظهر وما بطن ،هو سبحانه يعلم كل ذلك ،ويعلم ما أسروه من النفاق والعزم على إخلاف ما وعدوه .فكيف يكذبون على الله فيما يعاهدونه به ؟!
ما يؤخذ من الآيات
من الأحكام والآداب التي أخذها من هذه الآيات ما يأتي:
1 – وجوب الوفاء بالعهد ؛فإن نقض العهود ،وخلف الوعد ،والكذب على الله ؛يورث النفاق فإذا عاهد المؤمن ربه في أمر ؛فليجتهد في الوفاء به .
2 – أن للإمام أن يمتنع عن قبول الصدقة من صاحبها إذا رأى المصلحة في ذلك ،وامتناع الرسول صلى الله عليه وسلم عن قبول الصدقة من ثعلبة أو غيره ،بما كانت للأسباب الآتية:
( أ ) إهانته ؛ليعتبر غيره به ،فلا يتخلف أحد عن إخراج الزكاة في وقتها .
( ب ) ربما جاء بها على وجه الرياء ؛خوفا من الفضيحة ،ومن كلام الناس ،وأعلم الله رسوله بذلك فلم يقبل منه الصدقة .
( ج ) الزكاة لتطهير النفوس وتزكيتها ،ولعل هذا لم يكن حاصلا في ثعلبة أو غيره ؛فلهذا امتنع الرسول صلى الله عليه وسلم عن قبول تلك الصدقة .
3 – النفس البشرية ضعيفة شحيحة إلا من عصم الله ؛فينبغي أن نوطّن النفس على طاعة الله ،وأن نجبرها إجبارا على مخالفة الهوى والشيطان ،وإيثار ما عند الله على كل شيء من حطام الدنيا .