رفض خروج المنافقين
{فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ} في جولةٍ أخرى في معركة الحق والباطل{فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ} ليثبتوا إخلاصهم في الظاهر ،بعد انكشاف أمر جماعتهم في الجولة الأولى ،ليحصلوا على الثقة الجديدة من أجل أن يتآمروا من جديد ،من مواقع هذه الثقة التي يستطيعونمن خلالهاأن يكيدوا للإسلام والمسلمين بكل حرّيةٍ وثقةٍ وامتداد ،{فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا} ولن أمنحكم هذه الفرصة التي تدخلكم في صفوف المجاهدين الذين يحصلون على امتياز القيمة العليا الكبيرة في حركة الإنسان في الحياة ،لأنكم لا تعيشون روحيّة الجهاد في العمق الروحي من شخصيتكم ،فكيف تحملون قيمته ؟{وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا} لأن الذين يقاتلون العدوّ هم الذين يثبتون في المعركة من خلال إيمانهم برسالة المعركة ،في طبيعة الساحة وفي تحديد مواقع الأعداء في مجالات الهجوم والدفاع .وهذا ما لم تعيشوه في فكركم ،ولذلك فلا أمان لكم أن تواجهوا أعداء الله بقوّة وأنتم تنظرون إليهم نظرة الصديق إلى الصديق ،فلا مجال لكم في حركة المعركة{إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} فكيف يمكن لنا أن نعيد الثقة المفقودة بكم من دون أساسٍ ثابت ،{فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ} المتخلّفين عن عذر أو عن غير عذر .