الضحك القليل مقابل البكاء الكثير
{فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً} في ما يوحيه هذا الفرح الروحيّ الذاتيّ من حالة ضحك ،يقهقه فيه النجاح الذي حصلوا عليه .ولكن السؤال هو: إلى متى يمكن أن يستمر هذا الضحك وتبقى هذه القهقهة ؟إنها لن تمتد بهم كثيراً ،فستواجههم التحديات التي تفضح كل هذا الزيف ،فتواجههم بسلبيّاته المفجعة في الدنيا ،وبمشاكله القاتلة في الآخرة ،{وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا} على أنفسهم وعلى مصيرهم{جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} من أعمالٍ شريرة وأوضاعٍ سيّئةٍ .
ولعل من الواضح أن الأمر بالضحك القليل والبكاء الكثير ،ليس وارداً مورد التكليف والإلزام ،بل مورد التنديد والتوعية بالنتائج السلبية لكل مواقفهم وأعمالهم ،فليس هناك إلا الفرح الطارىء السريع الذي لا يستقر في عمق الواقع ولا يحمل لهم في مصيرهم إلا البكاء الكثير الطويل ،فليس لهم أن يستسلموا لما هم فيه ،بل عليهم أن ينتظروا ما يقبلون عليه من مشاكل وآلام .