تفريع كلام على الكلام السابق مِن ذِكر فَرحهم ،ومِن إفادة قوله:{ قل نار جهنم أشد حراً}[ التوبة: 81] من التعريض بأنّهم أهلها وصائرون إليها .
والضحك هنا كناية عن الفرح أو أريد ضحكهم فرحاً لاعتقادهم ترويج حيلتهم على النبي صلى الله عليه وسلم إذْ أذن لهم بالتّخلّف .
والبكاء: كناية عن حزنهم في الآخرة فالأمر بالضحك وبالبكاء مستعمل في الإخبار بحصولهما قطعاً إذ جعلا من أمر الله أو هو أمر تكوين مثل قوله:{ فقال لهم الله موتوا}[ البقرة: 243] والمعنى أنّ فرحهم زائل وأنّ بكاءهم دائم .
والضحك: كيفية في الفم تتمدّد منها الشفتان وربّما أسفرتا عن الأسنان وهي كيفية تعرض عند السرور والتعجّب من الحُسن .
والبكاءُ: كيفية في الوجه والعينين تنقبض بها الوجنتان والأسارير والأنف .ويسيل الدمع من العينين ،وذلك يعرض عند الحزن والعجز عن مقاومة الغلب .
وقوله:{ جزاء بما كانوا يكسبون} حال من ضميرهم ،أي جزاء لهم ،والمجعول جزاء هو البكاء المعاقب للضحك القليل لأنّه سلب نعمة بنقمة عظيمة .
وما كانوا يكسبون هو أعمال نفاقهم ،واختير الموصول في التعبير عنه لأنّه أشمل مع الإيجاز .
وفي ذكر فعل الكَون ،وصيغة المضارع في{ يكسبون} ما تقدّم في قوله:{ ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}[ التوبة: 70] .