{فَكُّ رَقَبَةٍ}: عتقها وتحريرها .
تحرير الرقيق والقرب من الله
{فَكُّ رَقَبَةٍ} أي تحريرها وعتقها لتعود إنساناً حرّاً يملك إرادته وحركته وكل شؤون حياته ،ما يوحي بأن مسألة حرية الإنسان من العبودية في إعتاقه من الرق ،تمثل مدخلاً لرضى الله ،لأن مسألة الاسترقاق في الإسلام لم تكن مسألةً اختارها الإسلام في شريعته كواقعٍ تشريعيٍّ يؤكد على استجابة الناس له ،في ما يريد لهم أن يأخذوا به ويسعوا إليه كأمرٍ محبوب لديه ،بل هي مسألة الواقع الذي عاش الإسلام في داخله من خلال التاريخ السحيق الذي أوجد للرقّ نظاماً وحشياً لا يتقيّد بأيّ خُلُقٍ إنسانيّ وأيّة عاطفةٍ روحيّةٍ ،بحيث أسقط كل إنسانية الإنسان من حساباته التشريعية ،فعمل الإسلام على تجفيف منابعه ،وأبقى بعضها من خلال ما قد تفرضه الضرورات العامة في حركة العلاقات بينه وبين معسكر الكفر في بعض دوائر الحرب والسلم ،وجعل لوليِّ الأمر الكثير من الصلاحيات في المنّ والفداء في أسرى الحرب ،ووجَّه كل التشريع الاجتماعي نحو تحرير الرقيق ،كعبادةٍ شرعيةٍ ترفع مستوى الإنسان في درجة القرب عند الله .ولذلك ،رأينا الواقع الإسلامي خالياً من العبيد ،بفضل الطريقة الواقعية للتحرير التي درج عليها المؤمنون في مختلف مواقع التاريخ الإسلامي ،حتى في العصور المظلمة منه من دون حاجةٍ إلى أيّة ثورةٍ للتحرير ،كما حدث في أنحاء متفرقة من العالم .