فقال:( فك رقبة أو إطعام )
وقال ابن زيد:( اقتحم العقبة ) أي:أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير . ثم بينها فقال:( وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام )
قرئ:( فك رقبة ) بالإضافة ، وقرئ على أنه فعل ، وفيه ضمير الفاعل والرقبة مفعوله وكلتا القراءتين معناهما متقارب .
قال الإمام أحمد:حدثنا علي بن إبراهيم ، حدثنا عبد الله - يعني ابن سعيد بن أبي هند - عن إسماعيل بن أبي حكيم - مولى آل الزبير - عن سعيد بن مرجانة:أنه سمع أبا هريرة يقول:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار ، حتى إنه ليعتق باليد اليد ، وبالرجل الرجل ، وبالفرج الفرج ". فقال علي بن الحسين:أنت سمعت هذا من أبي هريرة ؟ فقال سعيد:نعم . فقال علي بن الحسين لغلام له - أفره غلمانه -:ادع مطرفا . فلما قام بين يديه قال:اذهب فأنت حر لوجه الله .
وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، من طرق ، عن سعيد بن مرجانة ، به وعند مسلم أن هذا الغلام الذي أعتقه علي بن الحسين زين العابدين كان قد أعطي فيه عشرة آلاف درهم .
وقال قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي نجيح قال:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"أيما مسلم أعتق رجلا مسلما ، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار ، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة ، فإن الله جاعل وفاء كل عظم من عظامها عظما من عظامها من النار ".
رواه ابن جرير هكذا وأبو نجيح هذا هو عمرو بن عبسة السلمي ، رضي الله عنه .
قال الإمام أحمد:حدثنا حيوة بن شريح ، حدثنا بقية ، حدثني بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن كثير بن مرة ، عن عمرو بن عبسة أنه حدثهم:أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"من بنى مسجدا ليذكر الله فيه ، بنى الله له بيتا في الجنة . ومن أعتق نفسا مسلمة ، كانت فديته من جهنم . ومن شاب شيبة في الإسلام ، كانت له نورا يوم القيامة ".
طريق أخرى:قال أحمد:حدثنا الحكم بن نافع ، حدثنا حريز ; عن سليم بن عامر:أن شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة حدثنا حديثا ليس فيه تزيد ولا نسيان . قال عمرو:سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار ، عضوا بعضو . ومن شاب شيبة في سبيل الله ، كانت له نورا يوم القيامة ، ومن رمى بسهم فبلغ فأصاب أو أخطأ ، كان كمعتق رقبة من بني إسماعيل ".
وروى أبو داود ، والنسائي بعضه .
طريق أخرى:قال أحمد:حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا الفرج ، حدثنا لقمان ، عن أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة قال السلمي قلت له:حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس فيه انتقاص ولا وهم . قال:سمعته يقول:"من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث ، أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ، ومن رمى بسهم في سبيل الله ، بلغ به العدو ، أصاب أو أخطأ ، كان له عتق رقبة . ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار ، ومن أنفق زوجين في سبيل الله ، فإن للجنة ثمانية أبواب ، يدخله الله من أي باب شاء منها ".
وهذه أسانيد جيدة قوية ، ولله الحمد [ والمنة] .
حديث آخر:قال أبو داود:حدثنا عيسى بن محمد الرملي ، حدثنا ضمرة ، عن ابن أبي عبلة ، عن الغريف بن الديلمي قال:أتينا واثلة بن الأسقع فقلنا له:حدثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان . فغضب وقال:إن أحدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته ، فيزيد وينقص . قلنا:إنما أردنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال:أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صاحب لنا قد أوجب - يعني النار - بالقتل ، فقال:"أعتقوا عنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار ".
وكذا رواه النسائي من حديث إبراهيم بن أبي عبلة ، عن الغريف بن عياش الديلمي ، عن واثلة ، به .
حديث آخر:قال أحمد:حدثنا عبد الصمد ، حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن قيس الجذامي ، عن عقبة بن عامر الجهني:أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من أعتق رقبة مسلمة فهو فداؤه من النار ".
وحدثنا عبد الوهاب الخفاف ، عن سعيد ، عن قتادة قال:ذكر أن قيسا الجذامي حدث عن عقبة بن عامر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار ".
تفرد به أحمد من هذا الوجه .
حديث آخر:قال الإمام أحمد:حدثنا يحيى بن آدم وأبو أحمد قالا حدثنا عيسى بن عبد الرحمن البجلي - من بني بجيلة - من بني سليم - عن طلحة - قال أبو أحمد:حدثنا طلحة بن مصرف - عن عبد الرحمن بن عوسجة ، عن البراء بن عازب قال:جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:يا رسول الله ، علمني عملا يدخلني الجنة . فقال:"لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة . أعتق النسمة ، وفك الرقبة ". فقال:يا رسول الله ، أوليستا بواحدة ؟ قال:"لا إن عتق النسمة أن تنفرد بعتقها ، وفك الرقبة أن تعين في عتقها . والمنحة الوكوف ، والفيء على ذي الرحم الظالم ; فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع ، واسق الظمآن ، وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر ، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير ".