معاملة السائل المحروم
{وَأَمَّا السَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} لأنَّ السائل لا يصدر في سؤاله إلاَّ عن حاجة وحرمان ،في ما يفرضه ذلك من ظروفٍ قاسيةٍ صعبة ،ما يترك تأثيراً سلبياً على نفسه وعلى مجمل حياته ،ويملأ مشاعره بالضعف ،ولذلك ،فلا بد من مراعاة ظروفه النفسية في ما يراد مواجهته به من الكلمات والممارسات ،بالابتعاد عن أساليب الشدّة والقسوة والغلظة ،والانفتاح على الأجواء اللطيفة الحلوة التي تحترم إنسانيته إذا لم تحلّ مشكلته وتقضي حاجته ،فقد عشتيا محمدوعاش أمثالك من الفقراء ،كل مشاكل الفقر وآلامه ،وكل نتائجه السلبية النفسية ،ما يجعل التفاعل بينكأنت وأمثالكوبين هؤلاء الفقراء من الذين يدفعهم الفقر إلى السؤال أو يضعهم في مواقعه ،تفاعلاً عميقاً من خلال التجربة الحيّة في الشعور والموقف .