{ وأما السائل فلا تنهر} قال ابن جرير{[7500]} أي وأما من سألك من ذي حاجة فلا تنهره ولكن أطعمه واقض حاجته أي لأن للسائل حقا كما قال تعالى{[7501]}{ والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} .
وقد ذهب الحسن فيما نقله الرازي إلى أن المراد من السائل من يسأل العلم فيكون في مقابلة قوله تعالى{ ووجدك ضالا فهدى} وهكذا قال ابن كثير أي وكما كنت ضالا فهداك الله فلا تنهر السائل في العلم المسترشد قال الإمام ويؤيد هذا المعنى ما ورد في أحوال الذين كانوا يسألونه عليه الصلاة والسلام بيان ما يشبه عليهم فمنهم أهل الكتاب الممارون ومنهم الأعراب الجفاة ومنهم من كان يسأل عما لا يسأل عنه الأنبياء فلا غرو أن يأمره الله تعالى بالرفق بهم وينهاه عن نهرهم كما عاتبه على التولي عن الأعمى السائل في سورة عبس انتهى .