( وأمّا السائل فلا تنهر ) .
«نَهَرَ » بمعنى ردّ بخشونة ،ولا يستبعد أن تكون مشتركة في المعنى مع «نهر » الماء ،لأنّ النهر يدفع الماء بشدّة .
وفي معنى «السائل » عدّة تفاسير .
الأوّل: أنّه المتجه بالسؤال حول القضايا العلمية والعقائدية والدينية ،والدليل على ذلك هو أنّ هذا الأمر تفريع ممّا جاء في الآية السابقة: ( ووجدك ضالاً فهدى ) ،فشكر هذه الهداية الإلهية يقتضي أن تسعى أيّها النّبي في هداية السائلين ،وأن لا تطرد أي طالب للهداية عنك .
والتّفسير الآخر: هو الفقير في المال والمتاع ،والأمر يكون عندئذ ببذل الجهد في هذا المجال ،وبعدم ردّ هذا الفقير السائل يائساً .
والثّالث: أنّ المعنى يشمل الفقير علمياً والفقير مادياً ،والأمر بتلبية احتياجات السائل في المجالين ،وهذا المعنى يتناسب مع الهداية الإلهية لنبيّه( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،ومع إيوائه حين كان يتيماً .
وذهب بعضهم إلى حصر معنى السائل في طالب المعرفة العلمية ،زاعماً أنّ كلمة السائل لم ترد في القرآن الكريم بمعنى طالب المال والمتاع{[6048]} ،بينما تكرر في القرآن هذا المعنى كقوله تعالى: ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ){[6049]} وبهذا المعنى أيضاً وردت في المعارج25 ،وفي البقرة77 .
/خ11