جعل الله لهذه الليلة قيمتها الروحية:{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} وقد لا يكون هذا الرقم تحديداً في الكمّ ،فربما كان تقريباً للنوع في الدرجة التي يتضاءل أمامها كل زمنٍ من هذه الأزمنة التي لا تحمل إلا الذرّات الزمنية المجرّدة .
وهل أخذت شرفها من إنزال القرآن فيها ،أم أن شرفها سابقٌ عليه ؟الظاهر الثاني ،لأن الله يقول:{إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [ الدخان:3] ،فهي مباركةٌ في ذاتها .وربما كان نزول القرآن فيها على أساس أنه من الأمر الإلهي الذي يتنزل به الملائكة .وأيُّ أمرٍ أعظم من القرآن الذي هو النور والهدى للبشرية من خلال اللطف الإلهي الذي يصل الأرض بالسماء ،ويدفع بالحياة إلى السير على الخطة الإلهية الحكيمة في الفكر والمنهج والشريعة والمفهوم الكامل الشامل للحياة ،الذي يفتح للإنسان أكثر من نافذةٍ على الروح القادم من عند الله ،ليزداد - بذلك - ارتفاعاً في السماوات الروحية العليا في رحاب الله ؟!