{رزقاً للعباد} أي فعلنا ذلك ،أنزلنا من السماء ماءً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد ،والنخل باسقات .فعلنا ذلك رزقاً للعباد أي عطاءً وفضلاً للعباد ،والعباد هنا يشمل العباد المؤمنين والعباد الكافرين ؛لأن الكافر عبد لله كما قال الله تعالى:{إن كل من في السماوات والأَرض إلا آتى الرحمن عبداً} .والمراد هنا العبودية الكونية القدرية ،أما العبودية الشرعية فلا يكون عبداً لله إلا من كان ممتثلاً لأمره ،مجتنباً لنهيه ،مصدقاً بخبره ،{وأحيينا به بلدةً ميتاً} أحيينا بالماء الذي ننزله من السماء بلدة ميتة ،{بلدةً} لما كانت مؤنثة اللفظ ،مذكرة المعنى ،صح أن توصف بوصف مذكر ،{بلدةً ميتاً} أي بلد ميت ،أحياه بهذا الماء الذي نزل من السماء ،تجد الأرض هامدة خاشعة ليس فيها نبات ،فإذا أنزل الله المطر عجت بالنبات واخضرت وازدهرت ،فهذه حياة بعد الموت{كذلك الخروج} أي مثل ذلك الإحياء{الخروج} ،خروج الناس من قبورهم لله - عز وجل - وإنما ذكر الله تعالى الخروج لأن من عباد الله من أنكر ذلك{زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا} وحجتهم أنهم قالوا من يحيي العظام وهي رميم ؟من يحيي العظام بعد أن أرمت وصارت تراباً ؟هذا مستنكر عندهم بعيد ،ولكن الله سبحانه وتعالى بين أنه ليس ببعيد ،وأنهم كما يشاهدون الأرض الميتة ينزل عليها المطر فتحيا ،إذن فالقادر على إحياء الأرض بعد موتها بنزول المطر قادر على إحياء الأموات بعد موتهم ،وهذا قياس جلي واضح ،كذلك الخروج .