/م6
المفردات:
كذلك الخروج: مثل ذلك خروجكم للبعث من قبوركم .
التفسير:
11-{رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج} .
أنبتنا كل ذلك رزقا للعباد ،ونفعا لهم وتيسيرا لحياتهم ،وأحيينا بهذا الماء أرضا ميتة ،جعلناها تهتز وترتفع بالنبات ،وتثمر من كل زوج بهيج ،وكما أحيا الله الأرض بعد موتها بالماء فإنه سبحانه بقدرته يبعث الإنسان ويحييه بعد الموت .
والآيات لوحة هادفة في منظرها ونظامها وإبداعها ،وقد ذكر الإمام الرازي أن الله تعالى ذكر في كل آية ثلاثة أمور متناسبة:
ففي آية السماء ذكر البناء والتزيين وسد الفروج ،وفي آية الأرض ذكر المد وإلقاء الرواسي والإنبات فيها ،وكل واحد هنا في مقابلة واحد مما سبق ،فالمد في مقابلة البناء ،لأن المد وضع ،والبناء رفع ،والرواسي في الأرض ثابتة ،والكواكب مركوزة مزينة للسماء ،والإنبات في الأرض شقها ،في مقابل أن السماء سقف ليس به شقوق ،وفي آية المطر إنبات الجنات والحب والنخل ،وهذه الأمور الثلاثة إشارة إلى الأجناس الثلاثة ،وهي ما له أصل ثابت يستمر مكثه في الأرض سنين وهو النخيل ،وما ليس له أصل ثابت مما لا يطول مكثه في الأرض وهو الحب الذي يتجدد كل سنة ،وما يجتمع فيه الأمران وهو البساتين ،وهذه الأنواع تشمل مختلف الثمار والزروع .