{نحن جعلناها تذكرةً} أي: تذكر هذه النار بنار الآخرة ،مع أن نار الآخرة فضلت بتسعة وستين جزءاً على نار الدنيا كلها ،لما فيها من النيران الحارة الشديدة{ومتاعا للمقوين} أي: للمسافرين يتمتعون بالنار بالتدفئة ،والدلالة على المكان ،لأنهم في ذلك الوقت ،وإلى وقت قريب كان الناس يستدلون على الأمكنة بنار يضعونها على مكان مرتفع تهدي الضال ،ويضرب المثل في الدلالة بالعلم عليه النار ،كما قالت الخنساء ترثي أخاها صخراً:
وإن صخراً لتأتم الهداة *** به كأنه علم في رأسه نار