وقوله:{نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً} أي نذكر الناس بها في دار الدنيا إذا أحسوا شدة حرارتها .نار الآخرة التي هي أشد منها حراً لينزجروا عن الأعمال المقتضية لدخول النار ،وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم: أن حرارة نار الآخرة مضاعفة على حرارة نار الدنيا سبعين مرة .فهي تفوقها بتسع وستين ضعفاً كل واحد منها مثل حرارة نار الدنيا سبعين مرة .فهي تفوقها بتسع وستين ضعفاً كل واحد منها مثل حرارة نار الدنيا .
وقوله تعالى{وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ} أي منفعة للنازلين بالقواء من الأرض ،وهو الخلاء والفلاة التي ليس بها أحد ،وهم المسافرون ،لأنهم ينتفعون بالنار انتفاعاً عظيماً في الاستدفاء بها والاستضاءة وإصلاح الزاد .
وقد تقرر في الأصول أن من موانع اعتبار مفهوم المخالفة كون اللفظ وارداً للامتنان .وبه تعلم أنه لا يعتبر مفهوماً للمقوين ،لأنه جيء به للامتنان أي وهي متاع أيضاً لغير المقوين من الحاضرين بالعمران ،وكل شيء خلا من الناس يقال له أقوى ،فالرجال إذا كان في الخلا قيل له: أقوى .والدار إذا خلت من أهلها قيل لها أقوت .
ومنه قول نابغة ذبيان:
يا دار مية بالعلياء فالسند *** أقوت وطال عليها سالف الأبد
وقول عنترة:
حيت من طلل تقادم عهده *** أقوى وأقفر بعد أم الهيثم
وقيل للمقوين: أي للجائعين ،وقيل غير ذلك ،والذي عليه الجمهور هو ما ذكرنا .