قوله:{نحن جعلناها تذكرة} أي جعلنا هذه النار التي تورونها في الدنيا{تذكرة} أي تذكر الناس بالنار الكبرى وهي نار جهنم .فقد أنيط بنار الدنيا أكثر أسباب الحياة والمعاش ،فهي بذلك حاضرة للناس ينظرون إليها في كل حين فيتذكرون نار جهنم ليعتبروا ويتعظوا ،أو ليتذكر الناس عظيم قدرة الله وأنه لا يعز عليه إحياء الموتى وبعث الناس من قبورهم ليلاقوا الحساب يوم القيامة .
قوله:{ومتاعا للمقوين} من القواء والقي ،بكسر القاف ،يعني قفر الأرض .وأقوات الدار أي خلت من أهلها{[4449]} .أي وجعلناها منفعة للمسافرين الذين ينزلون القواء وهي الأرض القفر ،أو للذين خلت بطونهم من الطعام فجاعوا .وقيل: للمقوين يعني المستمتعين من الناس أجمعين سواء فيهم الحاضر أو المسافر ،فالجميع محتاجون للنار من أجل الطبخ والاصطلاء والاستضاءة والاستئناس وغير ذلك من وجوه المنافع .